ما زالت مهمة مسبار كاسيني التي تتبع وكالة ناسا في كوكب زحل تقوم بإنتاج بيانات علمية عظيمة عقب أكثر من ثلاثة اعوام من انتهائها، حيث تكشف تلك البيانات التي تم أخذها من آخر تحليقات المسبار بمحيط قمر زحل “تيتان”، أنه يوجد بحيرة ضخمة على السطح تدعي Kraken Mare يتجاوز عمقها عن 1000 قدم (300 متر)، وهذه البحيرة عميقة للغاية لدرجة أن رادار كاسيني لم يستطيع الوصول إلى قاعها.
طبقا لما ذكره موقع “space” الأمريكي، اوضحت البيانات الأولية من تلك الرحلة الجوية الماضية إلى أن عمق Kraken Mare كان على الأقل 115 قدما (35 مترا)، ولكنه يمتد لمسافة أبعد، وتظهر النتائج الصادرة حديثا أن البحيرة أعمق 10 مرات تقريبا من هذا التقدير المبكر.
قال الباحثين إن فهم عمق وتكوين بحيرة Kraken Mare سوف يكشف تدريجيا الكثير عن الكيمياء الغامضة لتيتان، الذي يهيمن عليها الميثان والإيثان الذي يتجمع في البحيرات والبرك والأنهار على السطح.
فيما قال باحث الدراسة الرئيسي فاليريو بوجيالي، وهو باحث مشارك بمركز جامعة كورنيل للفيزياء الفلكية وعلوم الكواكب، خلال بيان للجامعة: “Kraken Mare تحتوي على نحو 80% من سوائل سطح القمر”.
كما أضاف الباحث، “في حين أن كيمياء تيتان الغريبة مقارنة بكيمياء الأرض، فإن جغرافية القمر ستذكرنا بالمناطق الغنية بالبحيرات على كوكبنا”.
كما أن تيتان هو كذلك القمر الوحيد المعروف في النظام الشمسي لدينا الذي يتميز بغلاف جوي كثيف، وهو غطاء من النيتروجين الغازي، مقارنة بغلاف الأرض الجوي الذي سيغلب عليه النيتروجين والأكسجين.
كما أن تيتان هو كذلك القمر الوحيد المعروف في النظام الشمسي لدينا الذي يتميز بغلاف جوي كثيف، وهو غطاء من النيتروجين الغازي، مقارنة بغلاف الأرض الجوي الذي سيغلب عليه النيتروجين والأكسجين.
هذا ويتميز تيتان عن الأقمار الكثيرة في نظامنا الشمسي ذات الغلاف الجوي الضعيف أو دون غلاف جوي، وعن “الأقمار الجليدية”، التي من المحتمل أن تكون صديقة للحياة، حيث يغطي الجليد المائي محيط داخلي، مثل قمر المشتري أوروبا أو إنسيلادوس زحل، وكلاهما ينفث الماء من خلال الجليد إلى الفضاء.